سواء كانت نفسانية أو قسرية أو طبيعية هي الطبيعة لا محاله فلا يحتاج هذا المطلب أي اثبات المعاوق الداخلي في الحركات القسرية إلى زيادة خوض.
وأيضا ان الحكماء أثبتوا بالبرهان لكل جسم جوهرا صوريا هو محصل جسميته ومكمل مادته (1) ومبدء آثاره ومطابق مفهوم فصله لكنهم أرادوا هاهنا ان يثبتوا وجود ذلك الجوهر من حيث كونه مبدءا للحركات والميول تقويما أو تحديدا إذ بذلك يسمى طبيعة كما يسمى صوره باعتبار آخر وقوه باعتبار وكمالا باعتبار فصل في أن القوة المحركة الجسمانية متناهية التحريك قد مر ان القوى لا تتصف بالتناهي وعدمه الا بحسب تعلقها بالمقادير والاعداد التي هي فيها أو عليها اما الأول فلو كانت الأجسام غير متناهية المقدار والعدد كانت القوى التي فيها كذلك بسببها على المعنى الذي به ينقسم الحال (2) بانقسام محله واما الثاني فهو ان المقوى عليه بإزاء القوة فلو كان غير متناه كانت القوة غير متناهية وقد عرفت ان ذلك انما يعقل في أحد أمور ثلاثة الشدة والعدة والمدة وعرفت الفرق بين هذه المعاني الثلاثة فنقول اما انه يمتنع وجود قوه جسمانية غير متناهية في الشدة