ليس يجب ان يكون ما يوجب افاده الغيرية فهو نفسه غيرية فإنه ليس كل ما يفيد شيئا يكون هو إياه ولو كانت الغيرية حركه لكان كل غير متحركا وليس كذلك وقال قوم انها طبيعة غير محدودة والأحرى ان يكون هذا إن كان صفة لها صفة (1) غير خاصه فغير حركه كذلك أيضا كاللا نهاية والزمان وقيل إنها خروج عن المساواة كان الثبات على صفة واحده مساواة الامر بالقياس إلى كل وقت يمر عليه وان حركه لا يتساوى نسبه اجزائها وأحوالها إلى الشئ في أزمنة مختلفة فان المتحرك في الأين في كل آن له أين آخر والمستحيل في كل آن له كيف آخر وهذه رسوم انما دعا إليها الاضطرار وضيق المجال ولا حاجه بنا إلى التطويل في ابطالها ومناقضتها فان الذهن السليم يكفيه في تزييفها ما قلناه انتهى كلامه.
أقول ما ذكره الشيخ في تزييف التعريف الفيثاغورسي من أن حركه ليست نفس الغيرية وانما هي مفيدة الغيرية فليس (2) بذلك إذ حركه نفس التجدد والخروج من حالة إلى غيره لا ما به يتجدد الشئ ويخرج بل نفس خروج الشئ عن حالة نفس غيريته لها في التحقق والثبوت وان تغايرا في المفهوم وذلك كاف في الرسوم واما الذي نقل من قوم وزيفه وهو انها طبيعة غير محدودة فستعلم في موضعه من اثبات تجدد الأكوان الجوهرية وتحول الطبيعة (3) السارية في كل جسم وان تجددها وتبدلها في ذاتها وجوهرها أصل جميع الحركات والاستحالات الأرضية العرضية.
عقده وحل قال الإمام الرازي في المباحث المشرقية وشرحه لعيون الحكمة ان لي في خروج الشئ من القوة إلى الفعل على التدريج