في الثانية عقلا مستفادا وفي هذه المرتبة ان شاهد تلك الصور في مبدئها الفياض فسميت عقلا فعالا (1) والاختلاف المشهور بين الناس في أن أسامي العقول هل هي واقعه على النفس في هذه المراتب أو على تلك المراتب أو على المدركات التي فيها ليس فيه كثيره فائدة لما علمت أن العقل والعاقل والمعقول في كل من هذه المراتب امر واحد بل نقول من رأس قال المعلم الثاني أبو نصر الفارابي في رسالة له ان العقل النظري المذكور في كتاب النفس واقع عند القدماء على أربعة أنحاء عقل بالقوة وعقل بالفعل وعقل مستفاد وعقل فعال وانما أسقطوا العقل بالملكة من الاعتبار إذ ليس بينه وبين العقل الهيولاني كثير تفاوت في الدرجة العقلية إذ كلاهما بالقوة في باب العقل الذي هو المطلوب وإن كان أحدهما أقرب والاخر أبعد فالعقل الذي بالقوة هو نفس ما أو جزء منها (2) أو قوه من قواها معدة (3) أو مستعدة لان ينتزع ماهيات
(٤٢١)