ممكن الوجود على عدمه ثم هذا الامر الممكن هو صوره فبان في بعض الصور انها توجد فيها فيحتاج إليها لمعنيين أحدهما للحدوث وثانيهما لان يتقوم بها وجود الصورة واما النفس الانسانية فإنما يحتاج إليها للحدوث وزيادة التحقيق في هذا المعنى وحل الشبهة في سببية المادة للنفس مما سنذكره في باب بيان بقائها بعد الموت واعلم أن المفارق المحض لا امكان له بحسب الواقع والا لكان لوجوده حامل وانما امكانه اعتبار صرف يعتبره الذهن عند ملاحظة ماهية كليه له فيجد نسبتها إلى الوجود بالامكان كما مر فصل في أن الفعل مقدم على القوة ان الفصول الماضية أوهمت ان القوة متقدمة على الفعل مطلقا وهذا مذهب أكثر الناس وجلهم حيث زعموا ان المادة قبل الصورة والجنس قبل الفصل ولا نظام العالم قبل نظامه وماهية الممكن قبله وجوده وليس الامر كذلك. (1) والشيخ حكى في الشفاء مذاهب أقوام زعموا ان القوة قبل الفعل وهم تفرقوا في هذا فرقا وتحزبوا أحزابا.
فمنهم من جعل للهيولي وجودا قبل الصورة ثم (2) ألبسها الفاعل كسوة الصورة