الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٥٦
ممكن الوجود على عدمه ثم هذا الامر الممكن هو صوره فبان في بعض الصور انها توجد فيها فيحتاج إليها لمعنيين أحدهما للحدوث وثانيهما لان يتقوم بها وجود الصورة واما النفس الانسانية فإنما يحتاج إليها للحدوث وزيادة التحقيق في هذا المعنى وحل الشبهة في سببية المادة للنفس مما سنذكره في باب بيان بقائها بعد الموت واعلم أن المفارق المحض لا امكان له بحسب الواقع والا لكان لوجوده حامل وانما امكانه اعتبار صرف يعتبره الذهن عند ملاحظة ماهية كليه له فيجد نسبتها إلى الوجود بالامكان كما مر فصل في أن الفعل مقدم على القوة ان الفصول الماضية أوهمت ان القوة متقدمة على الفعل مطلقا وهذا مذهب أكثر الناس وجلهم حيث زعموا ان المادة قبل الصورة والجنس قبل الفصل ولا نظام العالم قبل نظامه وماهية الممكن قبله وجوده وليس الامر كذلك. (1) والشيخ حكى في الشفاء مذاهب أقوام زعموا ان القوة قبل الفعل وهم تفرقوا في هذا فرقا وتحزبوا أحزابا.
فمنهم من جعل للهيولي وجودا قبل الصورة ثم (2) ألبسها الفاعل كسوة الصورة

(1) فان سبق المادة الجنس باطل والعلية كما نقل عن الامام من عليه الجنس بما هو جسم للحركات المخصوصة أو المبادئ المخصوصة س ره (2) ان أرادوا القبيلة الزمانيي للهيولي أو الظلمة والهاوية والخلاء مما هي مأولة إلى الهيولى فهي باطله فإنها مستلزمه للهيولي المجردة عن الصورة بأجمعها وهذا باطل وفي قوه القول بامساك الله تعالى عن الجود وانقطاع الفيض وأفول النور وحدوث التكلم وغير ذلك من المحذورات وان أرادوا القبيلة الذاتية الوجودية كما نقل فهو أيضا باطل لان الامر بالعكس كما علمت من فناء الجنس في الفصل والمادة في الصورة والماهية في الوجود وان أرادوا القبيلة بالرتبة العقلية فلا باس بها إذا جعل الجنس الأقصى الطبيعي والهيولي الأولى مبدءا محدودا في السلسلة الطولية الصعودية فيكون إشارة إلى التغيرات الاستكمالية بالنظام والترتيب من الأخص إلى الأشرف إلى أن ينتهى إلى الفناء المحض والانمحاق في سطوع نور الأنوار وقد نقل ان العالم كان أولا مظلما ثم قاعا صفصفا ثم أجاما ثم مملوا من الضفادع ثم من الأفراس ثم من بنى الجان ثم من بني آدم فتفطن س ره
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست