الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٤
فصل في أن كل حركه مستقيمة فهي منتهية إلى السكون احتج المتقدمون على أن بين كل حركتين مختلفتين سكونا بحجج أربع.
الأولى ان الشئ لا يصير مماسا لحد معين ومباينا له الا في آنين وبين الأنين زمان لاستحالة التتالي وذلك الزمان لا حركه فيه ففيه سكون.
والجواب أولا بالنقض لاجراء الدليل في كل حد مفروض في المسافة فيلزم ان لا يوجد حركه متصلة في العالم.
وثانيا بالحل لان المباينة حركه وكل حركه لا توجد الا في زمان و لزمانها طرف لا يوجد حركه فيه هو الان فللمباينة طرف ليس الشئ فيه مباينا بل هو آخر زمان المماسة لو كان للمماسة زمان وهو عين آن المماسة لو وقعت في آن فقط ولا استحالة في أن يوجد في طرف زمان المباينة خلاف المباينة وهو المماسة.
الحجة الثانية لو جاز اتصال الصاعد بالهابط لحدثت منهما حركه واحده بالاتصال فيكون الحركتان المتضادتان واحده هذا محال.
وأجيب (1) بان وجود الحد المشترك بالفعل بين الخطين يمنع ان يكونا خطا

(1) ما هو المذكور غير لازم وما هو اللازم غير مذكور فالمجيب تعلق بوجود الحد المشترك وليس بمتحقق ولو تحقق لم يكن الا السكون وهو مطلوب خصمه لان الحد المشترك مخالف بالنوع لذي الحد فالحد المشترك بين الخطين هو الرافع لاتصالهما الجاعل لهما فردين للخط هو النقطة وبين الزمانين كذلك هو الان وبين الحركتين هو السكون ولا يكون الحد المشترك بين الحركتين هو النقطة أو الان أو غيرهما الا السكون واللازم هو التعلق بالمنوعات في حركه وهي كما كتبت سابقا ثلاثة ما منه وما إليه و ما فيه فإذا كانت الحركتان مخالفتين بالنوع باختلاف المنوع كيف اتحدتا شخصا لكن الحق ان هذه الحجة برهانية فان كون الحركتين المتضادتين شخصين من نوعي حركه بديهية ولو لم يتخلل السكون وكانت حركه متصلة واحده والاتصال الوحداني مساوق للوحدة الشخصية كانت الحركتان مع اختلاف المنوع فيهما شخصا واحدا وهو محال س ره.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست