بقديم (1) لان الزمان ليس له زمان آخر وكذا المفارقات عن المادة بالكلية ليس لوجودها زمان لكونها أعلى من الزمان فما قال صاحب المطارحات من أنه لا يخرج شئ من القدم والحدوث على الاصطلاحات كلها خطا وستعلم ان لا قديم بهذا المعنى في الوجود وثانيهما الغير الزمانيين ويسميان بالحدوث الذاتي والقدم الذاتي فالحدوث الذاتي هو ان لا يكون وجود الشئ مستندا إلى ذاته بذاته بل إلى غيره سواء كان ذلك الاستناد مخصوصا بزمان معين أو كان مستمرا في كل الزمان أو مرتفعا عن أفق الزمان وحركه وهذا هو الحدوث الذاتي فصل في اثبات الحدوث الذاتي والمذكور فيه وجهان (2) الأول ان كل ممكن فإنه لذاته يستحق العدم ومن غيره يستحق الوجود وما بالذات أقم مما بالغير فالعدم في حقه أقدم من الوجود تقدما بالذات فيكون محدثا حدوثا ذاتيا.
(٢٤٦)