المعارف وهي الذهن.
ومنها الفكر وهو انتقال النفس من المعلومات التصورية والتصديقية الحاضرة فيها إلى مجهولاتها المستحضرة وتخصيص جريان الفكر في باب التصديقات دون التصورات كما فعله صاحب الملخص مما لا وجه له كما سبق وفي بعض كتب الشيخ الرئيس ان الفكر في استنزال العلوم من عند الله يجرى مجرى التضرع في استنزال النعم والحاجات من عنده قال أيضا في بعض رسائله ان القوة العقلية إذا اشتاقت إلى شئ من الصور العقلية تضرعت بالطبع إلى المبدأ الوهاب فان فاضت عليها على سبيل الحدس كفت المؤنة والا فرغت إلى حركات من قوى أخرى من شانها ان تعدها لقبول الفيض للمشاكلة بين النفس وبين شئ من الصور التي في عالم الفيض فيحصل له بالاضطرابات ما لم يكن يحصل له بالحدس كما في قوله تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم الآية.
ومنها الحدس ولا شك ان الفكر لا يتم الا بوجدان شئ متوسط بين طرفي المجهول لتصير النسبة المجهولة معلومه وكذا ما يجرى مجراه في باب الحدود للتصور لما تقرر ان الحد والبرهان متشاركان في الأطراف والحدود والنفس حال كونها جاهله كأنها واقعه في ظلمه ظلماء فلا بد من قائد يقودها أو روزنة يضئ لها موضع قدمها وذلك الموضع هو الحد المتوسط بين الطرفين وتلك الروزنة هو التحدس بذلك دفعه فاستعداد النفس لوجدان ذلك المتوسط بالتحدس هو الحدس.
ومنها الذكاء وهو شده هذا الحدس وكماله وبلوغه وغايته القصوى هو القوة القدسية التي وقع في وصفها قوله تعالى يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار وذلك لان الذكاء هو الامضاء في الأمور وسرعة القطع بالحق وأصله من ذكت النار وذكى الذبح وشاة مذكاة أي يدرك ذبحها بحده السكين.
ومنها الفطنة وهي عبارة عن التنبه بشئ قصد تعريفه ولذلك فإنها تستعمل في الأكثر في استنباط الأحاجي والألغاز.
ومنها الخاطر الخطور حركه النفس لتحصيل الدليل وفي الحقيقة ذلك