فصل في أن العلم بالأشياء الغائبة وجوداتها عنا لا بد فيه من تمثل صورها عندنا (1) قد مر في مباحث الوجود ان للأشياء سيما المعدومات بل الممتنعات صورا متمثلة في الذهن (2) لأنا نحكم عليها بأحكام ثبوتية صادقه كالحكم بان شريك الباري ممتنع واجتماع النقيضين محال والجبل من الذهب والبحر من الزيبق جوهر جسماني معدني لا وجود له في العين وصدق الحكم بثبوت شئ لشئ يستدعى وجود المثبت له في ظرف الثبوت فلهذه الأشياء وجود في نحو من الوجود إذ لا يمكن ان يكون الشئ موصوفا في الخارج بامتناع الوجود أو باللا وجود في الخارج لان الشئ ما لم يجب لم يوجد وإذا وجد لم يكن معدوما فثبوت العدم والامتناع لا يكون الا في العلم دون العين.
واما الشبهة بان الحكم على الشئ بالامتناع لو اقتضى كونه ممتنع الكون لكانت الصور العلمية للأشياء الممكنة وهي عين ماهياتها أيضا ممتنعه لاستحالة حصولها