يوجد بعد غير ممكنة وقد برهن على أن المؤثر الجسماني لا بد وأن يكون تلك النسبة حاصله قبل وجود اثره قبلية زمانية أو ذاتية فلا بد ان يكون تلك النسبة الوضعية بالقياس إلى مادة الأثر قبل حصول الأثر كمثال النار والشمس في تأثيرهما فلو كان للقوة الخيالية وضع لكان ذلك الوضع حاصلا قبل حصول تلك الصور الخيالية الحادثة بالقياس إلى مادتها وقد ثبت ان تلك الصور لا مادتها لها فالمؤثر في تلك الصور لا يمكن ان يكون قوه جسمانية مادية بوجه من وجوه التأثير فإذا لم يكن علاقة القوة الخيالية إلى تلك الصور وضعية جسمانية ولا هي عديمه العلاقة إليها فهي لا محاله مبدأ غير جسماني لها فتكون مجرده عن المادة وعلائقها هذا ما أوردناه و تلخيصه ان الصورة الخيالية غير ذات وضع وكل ما لا وضع له لا يمكن حصوله في ذي وضع فهي غير حاصله في قوه جسمانية لا بوجه القبول ولا بوجه المباينة الوضعية فالمدرك لها قوه مجرده وهي ليست القوة العاقلة لان مدركات العقل غير منقسمة كما مر لأنها كليه.
وأيضا العقل متحد بالمعقولات عند صيرورته عقلا بالفعل وما يدرك المعقول من حيث كونه مدركا له غير مدرك للمتخيل (1) فاذن القوة المدركة للصور المتخيلة قوه أخرى دون العقل فثبت كون الخيال قوه مجرده حجه أخرى وهي التي عول عليها أفلاطون الإلهي في تجرد النفس وقررها بعض أهل التحقيق من الاسلاميين انا نتخيل صورا لا وجود لها في الخارج كبحر من زيبق وجبل من ياقوت ونميز بين هذه الصور الخيالية وبين غيرها فهذه الصور أمور وجودية وكيف لا يكون كذلك ونحن إذا تخيلنا زيدا شاهدناه حكمنا ان بين