الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٩٥
لا تتضاد واما السرعة والبطؤ فلا يختلف بهما حركه في النوع (1) إذ هما يعرضان لكل صنف من حركه واما الحركتان المختلفتان في الجنس فالحركة في الكيف والتي في الكم.
شك وإزالة قول من قال إن حركه لا توصف بالوحدة كما لا توصف بالهوية لأنها شئ فايت ولاحق يزال كما علمت بان حركه من حيث كونها حركه لا تنقسم إلى قسمين فهي واحده كما أن العشرة (2) من حيث ذاتها غير منقسمة فهي وان كانت عشره لغيرها واحده في ذاتها وقد مر ان لها وجودا في الخارج سواء كانت بمعنى القطع أو بمعنى التوسط.
وقد تفصى بعضهم عن تلك الشبهة بان مثل حركه الواحدة في أنها قد تعدم منها أشياء ويكون مع عدم تلك الأشياء محفوظه الوجود مثل صوره البيت الذي يستحفظ واحده بعينها مع خروج لبنه لبنه منها وسد الخلل بما يقوم مقامها وكذلك صوره كل شخص من الحيوان والنبات.
أقول حال حركه والعدد ليس كحال البيت والشخص من الحيوان أو النبات فان كلا منهما صورته عين مادته وحدتهما بعينه وحده الكثرة بالقوة أو بالفعل بخلاف ما ذكره من البيت والشخص المغتذى.
قال بهمنيار في التحصيل إشارة إلى ما ذكر من التفصي (3) وليس يعجبني

(١) بل لا يختلف بهما بالشخص فضلا عن النوع لان شخصا واحدا من حركه عند القرب من النهاية المطلوبة تصير أسرع مما عند البعد كما قالوا س ره (2) هذا على سبيل التنزل والا فالحركة لاتصالها من قبيل الخط الواحد الذي هو الكم المتصل الذي هو أقوى وجودا وأتم وحده من الكم المنفصل فإذا كان العشرة التي هي عين الكثرة بالفعل من جهة لا تخلو عن وحده وهوية لم يخلو حركه عنهما بطريق أولى لان كثرتهما بالقوة س ره (3) أي تقدير أو ارتضاء لهذا الجواب المذكور من المصنف قدس سره بان كل موجود في عالم الكيان هذا شانه وكل ثابت وواحد منه هذا ديدنه فإنه مركب من الغايت واللاحق والمتصرم والمتجدد والمنقسم والمتعدد ومع ذلك هو موجود واحد ثابت ذو هويه س ره.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست