وتشخصها تشخصا عقليا كليا صلح لان يصير عين المعقولات ويتساوى إليه نسبه الشخصيات (1) وبالجملة الصورة العقلية لا يكتنفها الهيئات النفسانية وليست وجودها وجودا نفسانيا كالعوارض النفسانية من الشهوة والغضب والخوف والحزن والشجاعة وغيرها وقد علمت أيضا ان معنى التجريد في التعقل وغيره من الادراك ليس كما هو المشهور من حذف بعض الزوائد ولا ان النفس واقفه والمدركات منتقله من موضوعها المادي إلى الحس (2) ومن الحس إلى الخيال ومنه إلى العقل بل المدرك والمدرك يتجردان معا وينسلخان معا من وجود إلى وجود وينتقلان معا من نشأة إلى نشأة ومن عالم إلى عالم حتى تصير النفس عقلا وعاقلا ومعقولا بالفعل بعد ما كانت بالقوة في الكل فصل في أن القوة العاقلة كيف تقوى على توحيد الكثير وتكثير الواحد اما توحيدها للكثير فهو عندنا (3) بصيرورتها عالما عقليا متحدا بكل حقيقة
(٣٦٦)