الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٦
وتشخصها تشخصا عقليا كليا صلح لان يصير عين المعقولات ويتساوى إليه نسبه الشخصيات (1) وبالجملة الصورة العقلية لا يكتنفها الهيئات النفسانية وليست وجودها وجودا نفسانيا كالعوارض النفسانية من الشهوة والغضب والخوف والحزن والشجاعة وغيرها وقد علمت أيضا ان معنى التجريد في التعقل وغيره من الادراك ليس كما هو المشهور من حذف بعض الزوائد ولا ان النفس واقفه والمدركات منتقله من موضوعها المادي إلى الحس (2) ومن الحس إلى الخيال ومنه إلى العقل بل المدرك والمدرك يتجردان معا وينسلخان معا من وجود إلى وجود وينتقلان معا من نشأة إلى نشأة ومن عالم إلى عالم حتى تصير النفس عقلا وعاقلا ومعقولا بالفعل بعد ما كانت بالقوة في الكل فصل في أن القوة العاقلة كيف تقوى على توحيد الكثير وتكثير الواحد اما توحيدها للكثير فهو عندنا (3) بصيرورتها عالما عقليا متحدا بكل حقيقة

(1) انما لم يقل ويتساوى نسبه إلى الشخصيات لأنه غنى عن الأشخاص وعند وجوده لا وجود لها حتى ينتسب إليها بخلاف ما إذا لوحظ الأشخاص ونسب إليها الوجود فلا بد لها من الانتساب إليه لأنه بدها اللازم وهي ذوات حاجات إليه س ره (2) ولا عن موضعها العقلي بل النفس تترقى وتتصل بالعقل الفعال بل تتحد به وبمدركاته بعد طرح الكونين الحسى والمثالي س ره (3) أي بنحو التحقق لا بنحو التعلق فهو وجود يصير كذا لا علم وفكر فقط س ره.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست