تامه رفع عنها المانع ولاقت القوة المنفعلة فوجب هناك الفعل من غير تراخ والقوة الانفعالية أيضا التي تجب إذا لاقت القوة الفاعلة ان يحدث منها الانفعال وهي القوة الانفعالية التامة لأنها أيضا كالفاعلة قد تكون تامه وقد تكون ناقصة وهي البعيدة والأولى هي القريبة ومراتب البعد مختلفة ففي المنى قوه ان يصير رجلا وكذا في الصبي لكن التي في المنى بعيده لأنها تحتاج إلى أن تلقاها قوتان فاعليتان حتى تصير بالغه حد الرجولية إحداها المحركة إياها إلى الصبوية وثانيتها المحركة إياها إلى حد الرجلية بخلاف القوة المنفعلة التي في الصبي فإنها يكفيه ان تلقاها قوه محركه إلى الرجلية فقط وابعد من تلك القوة قوه العنصر بل قوه الهيولى لان يصير عقلا بالفعل بل عقلا فعالا للمعقولات التي دونه كما سيجئ اثباته في موضعه إن شاء الله تعالى فصل في تقسيم آخر للقوة الفاعلية وهو ان القوة الفعلية قد تكون مبدء الوجود وقد تكون مبدء (1) حركة والإلهيون من الحكماء يعنون بالفاعل مبدء الوجود ومفيده والطبيعيون يعنون مبدء حركة على أقسامها والأحق باسم الفاعل هو المعنى الأول لان مبدء حركة لا يخلو من تجدد وتغير عما كان أولا فهو كالآلة المتبدلة ولذلك هو محرك متحرك فاعل منفعل محفوظ متبدل باق زائل وان سئلت (2) الحق فالحقيق باسم الفاعل
(١٥)