ولو علمنا في وقتنا هذا ان الشمس ستطلع بعد وقتنا هذا ثم طلعت ان نكون عالمين بطلوعها وان لم نشاهدها ولا أخبرنا بها ولا عرفنا ضيائها إذ فينا علم بذلك والتالي في المثالين باطل فكذا المقدم.
والثاني ان العلم يستدعى صوره مطابقه للمعلوم وكما أن كون الشئ سيوجد مغائر لكونه موجودا بل مناف له من حيث إن المفهوم من قولنا الشئ سيوجد ان الذي هو معدوم في الحال له تحقق وجود في الزمان المستقبل وإذا كان المعلومان في أنفسهما متغايرين ومتنافيين وجب أن تكون الصورة الحاصلة منهما في الذهن متغائرتين متنافيتين لكون هذا النحو من العلم المأخوذ من الأمور المتجددة على وصف تجددها لا بد وأن يكون متغيرا تبعا لمعلومه واما العلم الحاصل من جهة أخرى ومبدء أعلى فهو غير تابع لمعلومه ولا متغير بتغير معلومه قال المحقق الطوسي في شرح رسالة مسألة العلم فلا باس بان تكثر الأشياء اما بحسب حقائقها أو بحسب تعددها مع اشتراكها في حقيقة واحده والكثرة المتفقه الحقيقة اما ان يكون آحادها غير قاره أي لا توجد معا أو قاره والأول منهما لا يوجد الا مع زمان أو في زمان (1) فان العلة الأولى للتغيير هو الزمان لكونه لذاته يتجدد ويتصرم على الاتصال ويتغير بسببه ما هو فيه أو معه والثاني لا يمكن ان يوجد الا في مكان أو مع مكان (2) فان العلة الأولى للتكثر على هذا الوجه