فصل في أنواع الادراكات اعلم أن أنواع الادراك أربعة احساس وتخيل وتوهم وتعقل فالاحساس ادراك للشئ الموجود في المادة الحاضرة عند المدرك على هيئات مخصوصة به محسوسه معه من الأين والمتى والوضع والكيف والكم وغير ذلك وبعض هذه الصفات (1) لا ينفك ذلك الشئ عن أمثالها في الوجود الخارجي ولا يشاركه فيها غيره لكن ما به الاحساس والمحسوس بالذات والحاضر بالذات عند المدرك هو صوره ذلك الشئ لا نفسه وذلك لأنه ما لم يحدث في الحاس اثر من المحسوسات فهو عند كونه حاسا بالفعل وكونه حاسا بالقوة على مرتبه واحده ويجب إذا حدث فيه اثر من المحسوس ان يكون مناسبا له لأنه إن كان غير مناسب لماهيته لم يكن حصوله احساسا به فيجب ان يكون الحاصل في الحس صورته متجردة عن مادته لكن الحس لا يجرد هذه الصورة تجريدا تاما والتخيل أيضا ادراك لذلك الشئ مع الهيئات المذكورة لان الخيال لا يتخيل الا ما أحس به ولكن في حالتي حضور مادته وعدمها والتوهم ادراك لمعنى غير محسوس بل معقول لكن لا يتصوره كليا بل مضافا إلى جزئي محسوس ولا يشاركه غيره لأجل تلك الإضافة إلى الامر الشخصي والتعقل هو
(٣٦٠)