وعامل الأعمال كما أن العقل البسيط الذي أثبته الحكماء هو أصل المعقولات المفصلة وسينكشف لك في هذا الكتاب ان العقل الفعال في أنفسنا هو كل الموجودات بمعنى ان ذاته بذاته مصداق حمل جميع المعاني الكلية التي تكون موجودة في صور المكونات التي في العالم وبالجملة فكون وجود أو موجود واحد هو بصدد الاستكمال بحيث يصدق عليه ويحمل على ذاته بذاته معنى من المعاني لم يكن صادقا محمولا على ذاته ليس بمستنكر كما قيل ليس من الله بمستنكر ان يجمع العالم في واحد.
إذا تقرر هذا فلنرجع إلى الجواب عن احتجاجات الشيخ اما دليله العام المذكور في الإشارات فقوله إن كان كل واحد من الامرين موجودا فهما اثنان متميزان.
قلنا إن هذا غير مسلم لجواز ان يكون مفهومات متعددة بحسب المعنى موجودة بوجود واحد فان الحيوان والناطق معنيان متغايران يمكن انفكاك أحدهما عن الاخر وهما مع ذلك موجودان بوجود واحد في الانسان وكذا دليله العام المذكور في الشفاء فان قوله إذا صار الشئ شيئا آخر فاما ان يكون إذ هو قد صار ذلك الشئ موجودا أو معدوما الخ قلنا نختار أنه يكون موجودا وقوله فإن كان موجودا فالثاني الاخر اما ان يكون أيضا موجودا أو معدوما قلنا نختار انه أيضا يكون حينئذ موجودا قوله فهما موجودان لا موجود واحد قلنا بل هما موجودان بوجود واحد ولا استحالة في كون معاني متغايرة موجودة بوجود واحد والسند ما مر ولو كان يجب ان يكون لكل معنى وجود واحد حتى يستحيل كون معاني متغايرة لها وجود واحد فكيف يكون النفس الانسانية مع بساطته جوهرا موجودا عالما قادرا محركا سميعا بصيرا حيا بل الذات الأحدية الواجبية التي هي مصداق جميع المعاني الكمالية والصفات الحسنى الإلهية بوجود واحد بسيط لا اختلاف حيثية فيه بوجه من الوجوه أصلا.
واما حجتاه الخاصتان بالعاقل والمعقول فالذي ذكره في الإشارات من قوله فلنفرض الجوهر العاقل عقل آ وكان هو على قولهم بعينه المعقول من آ فهل