فربما حدثت عن سببين خارجين وربما كانت عن ميل طبيعي مع دفع أو جذب كالكرة تدحرجت عن فوق الجبل واما الكمية ففي الزيادة مثل الأورام وكالتخلخل في ماء القارورة إذا مصت مصا شديدا وفي النقصان كالذبول الذي بالمرض لا الذي سببه الشيخوخة فإنه بالقياس إلى طبيعة الكل حركه طبيعية وبالقياس إلى طبيعة البدن الجزئي قسرية واما الكيفية ففي الحسيات مثل الماء إذا تسخن وفي الحال والملكة كالأمراض وفي سائر النفسانيات كازدياد الكفر والجهالات واشتداد البخل واكتساب سائر الرذائل على التدريج فإنها خارجه عن مقتضى طباع الفطرة الانسانية واما الأكوان فلما كانت عندنا بالحركة الجوهرية فهي قد تكون طبيعية وقد تكون قسرية فالطبيعية منها كحصول الجنين من النطفة والنبات من البذر واما القسرية فكاحداث النار بالقدح وكأفعال أهل الأكسير من جعل النحاس ذهبا والقلع فضه والفساد أيضا قد يكون طبيعيا كموت الهرمي من الحيوان وجفاف الأشجار لمرور الأزمنة وقد يكون قسريا كالموت بالقتل أو السم أو غيره وكقطع الشجر فصل في أن كل جسم لا بد وأن يكون فيه مبدء ميل مستقيم أو مستدير كل جسم بما هو جسم من شانه ان يتحرك من مكان إلى مكان أو من وضع إلى وضع وذلك لأنه لا يخلو اما ان يكون فيه مبدأ لتلك حركه فذاك وان لم يكن فيه المبدأ فقبوله للحركة من مبدأ خارج يجب ان يكون أسهل لان كل جسم يكون ميله إلى جانب أشد فتحريكه عن ذلك الجانب أصعب ضرورة ان الشئ مع العائق لا يكون كنفسه لا مع العائق فلو قدرنا جسما لا يكون فيه مبدأ ميل أصلا فقبوله للميل الخارج لا بد ان يكون في نهاية السهولة فيلزم مما ذكرناه ان يستحيل وجود جسم لا مبدأ ميل في طباعه والا لوجب ان يتحرك من مكان إلى مكان دفعه واحده واللازم ضروري البطلان وهو وجود حركه لا زمان لها فالملزوم كذلك
(٢٢٠)