الامر فلذلك ربما يقع ترتيب الموجودات في بعض العقول المنفعلة التي هي صارت بالفعل على عكس ما عليه الامر في العقل الفعال هذا بحسب الحدوث واما حالها بحسب البقاء فهي كما كان الواجب في الجبلة العقلية والدين الإلهي من الترتيب الأشرف فالأشرف والأنور فالأنور على نعت الاتحاد وهذه الصور الطبيعية كلها في العقل الفعال غير منقسمة وهي في المادة منقسمة ونقل عن المعلم الأول أرسطاطاليس أنه قال في كتاب النفس وليس بمستنكر ان يكون العقل وهو غير منقسم ان يكون ذاته أشياء غير منقسمة يعطى المادة أشباه ما في جوهره فلا يقبله المادة الا منقسما فصل في أن كل من عقل ذاته فلا بد ان يكون عقله لذاته عين ذاته ويكون دائما ما دامت ذاته (1) الذي ذكروه في هذا المقصد ان كل من عقل ذاته فلا يخلو اما ان يكون ذلك لأجل حضور ذاته عند ذاته أو لأجل حضور صوره أخرى عند ذاته والثاني باطل لان تلك الصورة اما أن تكون مساوية لذاته في الماهية النوعية أو مخالفه لها والأول باطل لان تلك الصورة المطابقة لذاته في النوعية إذا حلت في ذاته فحينئذ لا يتميز أحدهما عن الاخر لا بالماهية ولا بلوازمها ولا بشئ من العوارض فلا يكون التميز بينهما حاصلا فلا يكون الاثنينية بينهما حاصله وقد فرض حصولها هذا خلف وان كانت مخالفه في الماهية لم يكن حصولها موجبا لتعقل تلك الذات بل تعقل ما تلك الصورة مأخوذة عنه فثبت ان تعقل الذات ليس الا بنفس حضور تلك الذات عند ذاتها فيكون دائما هذا ما قيل.
(٤٦٥)