يعلم أنه من حيث كونه فاصلا واحد بالذات واثنان من حيث الاعتبار لان مفهوم كونه نهاية للماضي غير مفهوم كونه بداية للمستقبل واما من حيث كونه واصلا فهو يكون واحدا بالذات والاعتبار جميعا لأنه باعتبار واحد يكون مشتركا بين القسمين لأنه جهة اشتراكهما فصل في كيفية تعدد الزمان بالحركة وحركه بالزمان وكيفية تقدير كل منهما بالآخر (1) اما المطلب الأول فقد عرفت ان اتصال المسافة من حيث فيها حركه هو علة لوجود الزمان ولا شك ان وقوع حركه في كل جزء من المسافة علة لوجود الجزء من الزمان الذي بحذائه فالحركة عاده للزمان (2) على معنى انها توجد اجزائه المتقدمة والمتأخرة والزمان عاد للحركة من حيث إنه عدد لها لان حركه تتعين مقدارها بالزمان مثال ذلك (3) ان وجود الأشخاص من الناس سبب لوجود عددهم كالعشرة واما وجود عددهم وعشريتهم فسبب لصيرورتهم معدودين بالعشرة فان العشرة عشره لذاتها والمعدود بالعشرة عشره بواسطتها وكذا الزمان والزماني
(١٧٩)