ورابعها عالم المواد الجسمانية وصورها السائلة الزائلة المستحيلة الكائنة الفاسدة وهي في الموجودية ما بين القوة والفعل والثبات والدثور لان ثباتها عين الدثور واجتماعها عين الافتراق ولما كانت الحكمة في الايجاد المعرفة والعلم والعلماء بحسب الاحتمال العقلي ثلاثة اقسام.
أحدها تام في كماله بحسب الفطرة كالعقول المفارقة.
وثانيها مستكف يحتاج إلى التكميل ولكن لا يحتاج إلى أمور زائدة و مكمل من خارج كالنفوس الفلكية ومن هذا القسم نفوس الأنبياء ع بحسب الفطرة ولكن بعد الاستكمال ربما صاروا من القسم الأول.
وثالثها ناقصة بحسب الفطرة يحتاج في التكميل إلى أمور خارجه عن ذاتها من انزال الكتب والرسل وغيرهما أوجد الله سبحانه جميع هذه الأقسام توفيه للإفاضة وتكميلا للأقسام المحتملة عند العقل وقد أشار إلى هذه الأقسام بقوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا وبقوله تعالى والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا ويحتمل ان يكون الترتيب في الآية (1) الثانية على عكس الترتيب في الأولى أي من المسبب إلى السبب بان يكون السابحات إشارة إلى عالم الأفلاك كما في قوله تعالى كل في فلك يسبحون والسابقات إلى نفوسها والمدبرات أمرا إلى عقولها التي هي من عالم الامر الموجودة بأمر الله وقوله كن بل هي نفس الامر الوارد منه تعالى ولك ان تقول العالم عالمان عالم المجردات العقلية والنفسية وعالم الأجسام النورية والظلمانية ولما كان عالم المجردات