انه ذائق أو شام أو لامس لأنه منزه عن أن يكون له حواس جسمانية ولا ينثلم ذلك في تنزيهه بل يؤكده كذا نفى العلم بالجزئيات المشخصة على الوجه المدرك بالآلات الجسمانية عنه لا ينثلم في تنزيهه بل يؤكده ولا يوجب ذلك تغيرا في ذاته الوحدانية ولا في صفاته الذاتية التي يدركها العقول انما يوجب التغير في معلوماته والإضافات التي بينه وبينها فقط فهذا ما عندي من التحقيق في هذا الموضع انتهى وحاصل ما افاده هذا المحقق النحرير ان المدرك إذا لم يكن وجوده وجودا ماديا واقعا تحت الزمان والمكان فإنه يشاهد جميع ما في الأكوان الزمانية والمكانية كما هي عليه كلا في زمانه ومكانه دفعه واحده بلا انقضاء وتجدد في علمه لكونه غير واقع تحت الزمان والمكان وإن كان معلوماته كذلك لكن العلم بها من ذلك العالم غير متغير وبالجملة هي في أنفسها وان كانت متغيرة زمانية مكانية لكنها من جهة نسبتها إلى ذلك العالم الخارج عن سلسله الزمانيات والمكانيات ثابته غير متغيرة ولا مختلفة بالتجدد والانقضاء والحضور والغيبة.
أقول فيه موضع أنظار الأول انك قد علمت مما بينا لك ان المادة الجسمية مناط العدم والجهالة (1) وكما أن الصورة العقلية معلومه بالذات والحقيقة