فصل في قولهم ان العلم عرض اما العلوم الخيالية والحسية فهي عندنا غير حاله في آله التخيل وآله الحس بل انما يكون تلك الآلات كالمرائي والمظاهر لها لا محال ولا مواضع لها فجواهرها جواهر مجرده عن المواد واعراضها اعراض قائمه بتلك الجواهر والكل يقوم بالنفس كقيام الممكنات بالباري جل ذكره.
واما العلوم العقلية فالمشهور ان علومنا العقلية بالأشياء عبارة عن ارتسام صورها في نفوسنا لان العلم هو المكتسب من صور الموجودات مجرده عن موادها وهي صور جواهر وصور اعراض.
ويرد عليهم في ذلك شك قوى ذكره الشيخ في إلهيات الشفا وهو ان العلم لما وجب ان يكون مطابقا للمعلوم فإذا كان المعلوم ذاتا قائمه بنفسها فالعلم به يكون مطابقا له وداخلا في نوعه والداخل في نوع الشئ لا بد وأن يكون مندرجا معه تحت جنسه مشاكلا له في ذلك الجنس لكن الجوهر مقول على ما تحته قول الجنس فإذا الصورة العقلية للجوهر لا بد ان يكون جوهرا أيضا مع أن العلم به من الكيفيات النفسانية القائمة بالنفس فشئ واحد يكون جوهرا وعرضا ولا شئ من الجوهر بعرض فهذا هو الاشكال المشهور وقد أشرنا إلى كيفية دفعه فيما مر سابقا ولاحقا لكن الشيخ أجاب عنه بقوله ماهية الجوهر جوهر بمعنى انه الموجود في الأعيان لا في موضوع وهذه الصفة موجودة لماهية الجوهر المعقولة فإنها ماهية شانها أن تكون موجودة في الأعيان لا في موضوع (1) أي هي معقولة عن امر وجوده