فصل في أن القدرة ليست نفس المزاج كما زعمه بعض الأطباء وبيانه ان المزاج كما سيأتي عبارة عن كيفية من جنس أوائل الملموسات أعني الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهي بالحقيقة من هذه الكيفيات الأربع الا انها متوسطة بينها منكسرة ضعيفه بالنسبة إليها وإذا كان كذلك وجب ان يكون فعل المزاج من جنس فعل هذه الكيفيات الا انه أضعف منها لأنها صرفه قويه وهو فاتر ضعيف ولما لم يكن تأثير القدرة من جنس تأثير هذه الكيفيات عرفنا (1) انها ليست نفس المزاج بل هي كيفية نفسانية تابعه للمزاج بل يستتبعها صوره مدبره للمزاج حافظه إياه بايراد ما يستحيل منه شيئا فشيئا وجبر ما يتداعى إلى الانفكاك على الالتيام من موضوعات تلك الكيفيات المتضادة الافعال المتخالفة الأوضاع فيكون لا محاله وجود تلك الصورة الموصوفة بالقدرة والتدبير والجبر والتسخير من أفق ارفع من أفق المزاج وهذا المبحث أليق بالطبيعيات فصل في حركة والسكون فإنهما يشبهان القوة والفعل وهما بالمعنى الأعم (2) من عوارض الموجود (3) بما هو موجود إذ لا يحتاج الموجود في عروضهما له إلى أن يصير نوعا خاصا طبيعيا أو تعليميا.
(٢٠)