المعلوم هو الخاطر بالبال والحاضر في النفس ولذلك يقال هذا خطر ببالي الا ان النفس لما كانت محلا لذلك المعنى الخاطر جعلت خاطرا تسميه للمحل باسم الحال.
ومنها الوهم وهو الاعتقاد المرجوح وقد يقال إنه عبارة عن الحكم بأمور جزئيه غير محسوسة لأشخاص جزئيه جسمانية كحكم السخلة بصداقة الام وعداوة الذئب وقد يطلق على القوة التي تدرك هذا المعنى وهي الواهمة واعلم أن الواهمة عندنا ليست جوهرا مبائنا للعقل والخيال (1) بل هي عقل مضاف إلى صوره الخيال والحس وكذا مدركات الواهمة معقولات مضافة إلى الأمور الجزئية المحسوسة أو الخيالية إذ العوالم منحصرة في الثلاثة فالنفس إذا رجعت إلى ذاتها صارت عقلا مجردا عن الوهم وعن النسبة إلى الأجسام وكذا الموهومات إذا صحت وزالت عنها الإضافات صارت معقولات محضه وبالجملة الوهم ليس الا نحو توجه العقل إلى الجسم وانفعاله عنه والموهوم ليس الا معنى معقولا مضافا إلى مادة مخصوصة.
ومنها الظن وهو الاعتقاد الراجح وهو متفاوت الدرجات قوه وضعفا ثم إن المتناهي في القوة قد يطلق عليه اسم العلم (2) فلا جرم قد يطلق على العلم أيضا