اتصال الزمان ليس بزائد على الاتصال التدريجي الذي للمتجدد بنفسه فحال الزمان مع الصورة الطبيعية ذات الامتداد الزماني كحال المقدار التعليمي مع الصورة الجرمية ذات الامتداد المكاني فاعلم هذا فإنه أجدى من تفاريق العصا ومن تأمل قليلا في ماهية الزمان يعلم أن ليس لها اعتبار الا في العقل وليس عروضها لما هي عارضه له عروضا بحسب الوجود كالعوارض الخارجية للأشياء كالسواد والحرارة و غيرهما بل الزمان من العوارض التحليلة لما هو معروضه بالذات (1) ومثل هذا العارض لا وجود له في الأعيان الا بنفس وجود معروضه إذ لا عارضيه ولا معروضيه بينهما الا بحسب الاعتبار الذهني وكما لا وجود له في الخارج الا كذلك فلا تجدد لوجوده ولا انقضاء ولا حدوث ولا استمرار الا بحسب تجدد ما أضيف إليه في الذهن وانقضائه وحدوثه واستمراره والعجب من القوم كيف قرروا للزمان هويه متجددة اللهم الا ان عنوا بذلك ان ماهية حركه ماهية التجدد والانقضاء لشئ والزمان كميتها ولهذا رأى صاحب التلويحات ان حركه من حيث تقدرها عين الزمان وان غايرته من حيث هي حركه فهو لا يزيد عليها في الأعيان بل في الذهن فقط إذا اعتبرت من حيث هي حركه فقط تعقيب واحصاء ذكر الشيخ في الشفاء ان من الناس من نفى وجود الزمان مطلقا (2).
ومنهم من أثبت له وجودا الا على أنه في الأعيان بوجه من الوجوه بل على