فهو أيضا في سخافة شديده اما أولا فلانه يلزم عليه ان يكون علم الباري بذاته وبغير ذاته عبارة عن كيفية زائدة عارضه لذاته القيوم الأحدي تعالى ان يكون صفاته الكمالية من نوع أضعف المخلوقات.
وأيضا إذا كان علمه كيفية مضافة كان ذاته تعالى أقدم وجودا من تلك الكيفية لاستحالة ان يكون تلك الكيفية أيضا واجبه الوجود لذاته لاستحالة تعدد الباري فذاته تعالى لم يكن قبل تلك الكيفية عالما بشئ من الأشياء فكانت عالميته بالأشياء مستفادة عن امر ممكن الوجود معلول له ومحال ان يستفيض المعطى لكل كمال إلى غيره كمالا من الغير.
وأيضا البرهان قائم على أن علمنا بذاتنا ليس غير ذاتنا فلو كان العلم كيفا لكان ذاتنا كيفية وقد ثبت انها من مقولة الجوهر دون الكيف.
وأيضا نحن نشاهد في خيالنا جبالا شاهقة وصحارى واسعة وسماء وأرضا وهي كلها جواهر فثبت في العلم وجود صور الأشياء التي نعلم بعقلنا انها ليست بكيفيات فمن زعم أن هذه الصور كيفيات فهو سفسطة لا يلتفت إليها وان زعم أن في العلم لا يكفي وجود صور المعلومات بل لا بد من قيام كيفية زائدة غير تلك الصور فعليه اثبات ذلك بالبرهان.
واما مذهب شيخ اتباع الرواقيين ففيه قسم من الحق وقسم من خلاف الحق اما الحق فهو ما قاله في علم الجوهر المفارق بذاته من أنه عبارة عن كونه نورا لنفسه والنور هو الوجود فهذا راجع إلى ما اخترناه من كون العلم هو الوجود.
واما الباطل من مذهبه فهو قوله بان علم الشئ بما سواه هو اضافته إليها وهو غير صحيح (1) لان العلم ينقسم إلى التصور والتصديق والكلي والجزئي والإضافة ليست كذلك ويرد عليه أيضا ان الحيوان له ادراكات جزئيه ومذهبه