الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣١
وأقرب التعاريف هو ان يقال حركه هي موافاة حدود (1) بالقوة على الاتصال والسكون هو ان تنقطع هذه الموافاة وتلك الحدود تفترض بالموافاة وحركه على هذا النحو يتبعها وجود حركه بمعنى القطع الذي سنذكرها فصل في تحقيق القول في نحو وجود حركه قال الشيخ في الشفاء حركه اسم لمعنيين الأول الامر المتصل المعقول للمتحرك من المبدء إلى المنتهى وذلك مما لا حصول له في أعيان لان المتحرك ما دام لم يصل إلى المنتهى فالحركة لم توجد بتمامها وإذا وجدت فقد انقطع وبطل فإذا لا وجود له في الأعيان أصلا بل في الذهن وذلك لان المتحرك يستند إلى المكان الذي تركه والى المكان الذي أدركه فإذا ارتسمت صوره كونه في المكان الأول في الخيال ثم قبل زوالها عن الخيال ارتسمت صوره كونه في المكان الثاني فقد اجتمعت الصورتان في الخيال فحينئذ يشعر الذهن بان الصورتين معا على أنهما شئ واحد واما في الخارج فلا يكون لها في الوجود حصول قائم كما في الذهن إذا الطرفان لا يحصل فيهما المتحرك في الوجود والحالة التي بينهما لها وجود قائم.

(1) أي موافاة بالذات كما هو الظاهر فخرج موافاة أشياء مصادفة للمتحرك في الحدود ولم يعين المتحرك الموافي ليشمل الجسم والهيولي كما في حركه الجوهرية بل الكمية.
لا يقال ينبغي ان يقيد الاتصال بالتدريجي لأنا نقول فهم التدريج من تقييد الحدود بالقوة إذ علمت أن كل حد ليس فعلا محضا بل حالة انتظارية يستعقب شيئا.
لا يقال لفظ الاتصال مستدرك لغناء لفظ بالقوة عنه إذ لو كانت الحدود منفصله كما في تتالي الآنات والآنيات كانت الحدود بالفعل.
لأنا نقول لو تخلل السكنات بين الافراد الزمانيي من حركه تحقق الحدود بالقوة مع الانفصال فظهر انه لا بد من كلا القيدين وأقربية التعريف من حيث ظهوره في الاتصال التدريجي س ره.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست