الطرف الثاني البحث عن أحوال العاقل وفيه فصول فصل في أن كل مجرد يجب ان يكون عاقلا لذاته اثبات هذا المقصد في غاية السهولة بعد معرفه ماهية العلم وان معناه وجود الصورة لشئ غير مشوب بالعدم والفقدان فان المادة غير مدركه لذاتها إذ لا وجود لذاتها الا بالصورة والصور الطبيعية انما لم يدرك ذاتها إذ ذاتها مخلوطة بالعدم و الفقدان لان وجودها وجود ذوات الأوضاع والأمكنة وكل جزء منها له وضع آخر ومكان آخر فلا يوجد جزء لجزء ولا لكل ولا يوجد كل لكل ولا لجزء ولا لشئ منها بالنسبة إلى ما هو فيه حصول وما لا وجدان له لشئ لا ادراك له بذلك الشئ فكل جسم وجسماني لا يدرك ذاته لان ذاته غير محتجبة عن ذاته (1)
(٤٤٧)