المبدأ في كل وقت على مادتها قوه أخرى وهوية غير التي فاضت أولا فهذا قول بحدوث العالم ودثوره فيكون كل شخص منه مسبوقا بعدم زماني أزلي وهو عين مقصود القائل المنتحل بإحدى الملل الثلاث أعني التهود والتنصر والاسلام نعم لو منع قول القائل ان العالم متناهي القوة بان من العالم ما لا يتناهى قوته كالمفارقات المحضة لكان له وجه الا انك ستعلم من طريقتنا ان الصور المفارقة ليست بما هي مفارقه من جمله ما سوى الله فلا يقدح قولنا العالم وجميع ما فيه متناهي القوة غير باق ولا دائم بالعدد بل بالمفهوم والمعنى دون الوجود الشخصي والهوية فصل في حقيقة الان وكيفية وجوده وعدمه اعلم أن الان يكون له معنيان أحدهما ما يتفرع على الزمان والثاني ما يتفرع (1) عليه الزمان اما الان بالمعنى الأول فهو حد وطرف للزمان المتصل فالنظر في كيفية وجوده وكيفية عدمه.
اما كيفية وجوده فلما علمت أن الزمان كميه متصلة وكل كميه متصلة فإنها قابله لتقسيمات غير متناهية بالقوة لا بالفعل الا بواحد من الأسباب الثلاثة القطع واختلاف العرض والوهم لكن حصول القطع ممتنع (2) في الزمان لما عرفت فبقي الامكان لأحد وجهين آخرين وذلك بموافاة حركه أمرا دفعيا كحد مشترك حدا مشتركا غير منقسم كمبدأ طلوع أو غروب واما بحسب فرض الفارض بقوته الوهمية.
واما كيفية عدمه فالكلام يستدعى تمهيد قاعدة أفادها الشيخ في الشفاء وغيره