الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢٥١
ويكون لها وجود زائد على ماهيته وإذا زاد وجوده على ماهيته زاد حدوثه أيضا على ماهيته وعلى وجوده أيضا لان معنى الحدوث غير معنى الماهية الكيفية فكيف يكون عينها. (1) وأيضا الحدوث كما يوجد في الكيف يوجد في سائر المقولات فحدوث الكيف غير حدوث الجوهر والكم وغيرهما ولا يمكن ان يكون عرض هو هياه قاره غير مقتضيه لنسبه ولا قسمه تعرض لجميع المقولات الحادثة ولا يتغير معناه في المواضع المتخالفة الا بالإضافة إلى ما أضيف إليه كما هو شان الأمور النسبية والوجود و إن كان مختلفا باختلاف الماهيات على الوجه الذي قدمنا لكنه ليس صفة زائدة في الخارج على الماهيات لأنه نفس وجودها.
وأيضا يلزم ان يكون للعدم الحادث كيفية وجودية زائدة عليه عارضه له على اعترافه فالحق في هذا المقام ان يقال مفهوم الحدوث امر زائد بحسب المفهوم على الوجود وهو عين الوجودات الحادثة التي للأشياء الجزئية الكائنة الفاسدة فإنها بنفس

(1) فبطل قوله ان الحدوث حادث بذاته إذ معناه ان ذاته الحدوث كما أن معنى كون الوجود موجودا بذاته ان ذاته الوجود وإذا كان ذاته الحدوث فكيف يكون ذاته كيفا وبالجملة المصنف قدس سره استدل على مغايرة الحدوث للكيف بوجوه أولها انفكاكهما تعقلا فقوله لان معنى الحدوث غير معنى الماهية الكيفية يحتمل معنيين أحدهما ان ما هو الحدوث بالحمل الأولى غير ما هو الكيف به برهانا وان لم يسلمه القائل الذي يقول إن الحدوث كيفية وثانيهما ان ما هو الحدوث بالحمل الشايع غير ما هو الكيف لأنه مما يطرؤه بل مما يطرء نفس الحدوث بالحمل الأولى فهو زائد عليه وثانيهما ان الحدوث في كل مقولة بحسبها كالوجود بل هو نفس وجودات الحوادث والماهية الكيفية معنى واحد لا يختلف الا بالإضافة بينهما انه اضافه المسبوقية وغير المختلف غير المختلف وقوله قدس سره والوجود وإن كان مختلفا الخ إشارة إلى حدوث المختلف وان لم يمكن ان يكون تلك الماهية المتواطئة أمكن ان يكون الوجود المختلف باختلاف الماهيات الحادثة كما يقوله قدس سره الا ان الوجود غير زائد عليها في الخارج وهذا الفاضل يقول بالزيادة فيه وثالثها قوله وأيضا يلزم الخ س ره.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست