ضلعا لمقدار مربع سطحي مفروض كل واحد من هذه المعاني المقابلة بجهة أخرى فاما القوة بمعنى الامكان فقد سلف ذكر احكامه فيما مضى وإن كان هذا الامكان المقابل للفعل بوجه غير الامكان المقابل للضرورة الذاتية للوجود أو للعدم أعني الوجوب والامتناع لما سيتضح في اثبات المادة لكل ذي حدوث وتجدد واما القوة بمعنى عسر الانفعال فهو أحد الأنواع من الكيفية وسيأتي تفصيل القول فيه واما القوة بمعنى الشدة وبمعنى القدرة فكأنها أنواع للقوة بمعنى الصفة المؤثرة فصل في تحديد القوة بهذا المعنى قد علمت أن القوة قد يقال لمبدء التغير من شئ في شئ آخر من حيث هو آخر وانما وجب التقييد بهذه الحيثية لان الشئ الواحد لو فعل في نفسه فعلا كالمعالج إذا عالج نفسه لكان يجب ان يكون فيه اختلاف جهة وتركيب والا لكان ذلك الواحد قابلا وفاعلا معا من جهة واحده وذلك ممتنع في المركب أيضا فضلا عن البسيط اللهم الا ان لا يكون هناك قوه امكانية للموصوف بالقياس إلى الصفة بل مجرد اللزوم على جهة الفعلية المحضة لا على جهة الاستعداد كما في لوازم الماهيات وكثير من الناس كصاحب الملخص وغيره لما نظر في لوازم الماهيات ورأى أن فيها فاعلا وقابلا بمعنى آخر وقع في شك وتزلزل في امتناع كون الشئ الواحد فاعلا وقابلا مع أن التقابل بين القوة والفعلية من الضروريات الواضحة المستبينة.
وبالجملة فالجزم حاصل بلا شبهه في أن الشئ يمتنع ان يكون مبدء التغير في نفسه لأنه لو كان مبدءا لثبوت صفة أو معنى لنفسه لدامت تلك الصفة أو ذلك المعنى له ما دام ذاته موجودة ومتى كان كذلك لم يكن متغيرا فعلمنا ان مبدء تغيره لا بد ان يكون غيره وبهذا يثبت ان لكل متحرك محركا غيره.
ثم قوه الفاعل قد تكون مع شعور وإرادة وقد لا تكون وكل واحده