بالعلية (1) واما تقدم الوجود على الوجود فهو تقدم آخر غير ما بالعلية إذ ليس بينهما تأثير وتأثر ولا فاعليه ولا مفعوليه بل حكمها حكم شئ واحد له شؤون و أطوار وله تطور من طور إلى طور وملاك التقدم في هذا القسم هو الشأن الإلهي وإذا عرفت معنى التقدم في كل قسم عرفت ما بإزائه من التأخر وعرفت المعية التي بإزائهما بحسب المفهوم فصل في كيفية الاشتراك بين هذه الأقسام قد وقع للناس اختلاف في أن اطلاق التقدم على هذه الأقسام أيكون بمجرد اللفظ أو بحسب المعنى وهل بالتواطؤ أم بالتشكيك وأكثر المتأخرين اخذوا انها واقعه على الكل بمعنى واحد متواط لا بالتشكيك.
فقال بعضهم ان ذلك المعنى هو ان المتقدم بما هو متقدم له شئ ليس للمتأخر ولا شئ للمتأخر الا وهو ثابت للمتقدم وهذا غير سديد فان المتقدم بالزمان الذي بطل وجوده عند وجود المتأخر لا شك ان تقدمه بالزمان ثم الذي للمتأخر