يحتاج ان يحصله بقوة بعيده أو قريبه فذلك اليقين اما لأنه متيقن بان هذا حاصل عنده إذا شاء علمه فيكون تيقنه بالفعل بان هذا حاصل تيقنا به بالفعل (1) فان الحصول حصول لشئ فيكون هذا الشئ الذي يشير إليه حاصلا بالفعل (2) لأنه من المحال ان يتيقن ان المجهول بالفعل معلوم عنده مخزون فكيف يتيقن حال الشئ الا والامر من جهة ما يتيقنه معلوم وإذا كانت الإشارة تتناول المعلوم بالفعل ومن المتيقن بالفعل ان هذا عنده مخزون فهو بهذا النوع البسيط معلوم عنده ثم يريد ان يجعله معلوما بنوع آخر ومن العجائب ان هذا المجيب حين يأخذ في تعليم غيره يفصل ما يحس في نفسه دفعه مما يعلمه بتعلم العلم بالوجه الثاني فيرتب تلك الصورة فيه مع ترتب ألفاظه فاحد هذين هو العلم الفكري والثاني هو العلم البسيط الذي ليس من شانه ان يكون له في نفسه صوره بعد صوره لكن هذا واحد يفيض عنه الصور في قابل الصور فذلك علم فاعل للشئ الذي نسميه علما فكريا ومبدءا له وذلك هو القوة العقلية المطلقة من النفس المشاكلة للعقول الفعالة واما التفصيل فهو للنفس من حيث هو نفس فإن لم يكن له ذلك لم يكن له علم نفساني واما انه كيف يكون للنفس الناطقة مبدأ غير النفس له علم غير علم النفس فهو موضع نظر يجب عليك ان تعرفه من نفسك واعلم أنه ليس في العقل المحض تكثر البتة ولا ترتب صوره فصوره بل هو مبدأ لكل صوره يفيض عنها على النفس
(٣٧١)