فصل في الفرق بين حضور الصورة الادراكية للنفس وبين حصولها في المادة وذلك من ثمانية أوجه أولها ان الصورة المادية متزاحمة متمانعة (1) فان المشكل بشكل مخصوص أو الملون بلون مخصوص يمتنع عليه ان يتشكل بشكل آخر مع الشكل الأول ولا ان يتلون بلون آخر ما لم يسلب عنه اللون الأول وكذا الحال في الطعوم والروائح والأصوات المتخالفة المتضادة واما صورها الادراكية فلا تزاحم لها في الوجود الادراكي فان الحس المشترك يدرك الجميع (2) ويحضرها عنده وكل حس من هذه الحواس الخمسة يمكنه ادراك أنواع مختلفة من جنس محسوسة فالبصر للألوان المتضادة والذوق للطعوم المتضادة وكذا الكلام في غيرها فعلم أن الوجود الصوري الادراكي ضرب آخر من الوجود.
وثانيها ان الصور المادية لا يحصل العظيم منها في المادة الصغيرة فلا يحصل الجبل في خردله ولا يسع البحر في حوض وهذا بخلاف الوجود الادراكي فان