ان للحيوان المعقول (1) وجودا في الحيوان المحسوس والحيوان المعقول المشترك بين كثيرين لا شك ان وجوده الخاص به غير قابل للإشارة والتحيز والوضع و مع ذلك له بحسب المعنى المعقول ارتباط واتحاد بالحيوان المحسوس لا بان صورته العقلية تقوم بالأشخاص الحيوانية حتى يكون الحيوان العقلي عرضا قائما بالحيوان الحسى بل هو أولى بالجوهرية والاستغناء عن الموضوع من هذه الحيوانات الدنية المستحيلة الكائنة الفاسدة فكذا الحال في سائر الصور المعقولة لسائر الأنواع الجوهرية وغيرها والناس انما وقعوا في مثل هذه الاشكالات لظنهم ان وجود الصور المعقولة في النفس كوجود الاعراض في محالها وأنكروا القول باتحاد العاقل بالمعقول فلا جرم لا يمكنهم التفصي عن اشكال كون الشئ جوهرا وعرضا عند تعقل النفس للجواهر وغاية ما قالوا في دفعه ان مفهوم العرض عرضي لما تحته ولا منافاة بين الجوهر والعرض في الوجود الذهني انما المنافاة بينهما بحسب الوجود الخارجي وماهية الجوهر محفوظه حال احتياجه في وجوده الذهني إلى الموضوع الذي هو الذهن إذ يصدق عليه انه لا يحتاج إليه في الوجود الخارجي نعم لا يجوز ان يكون شئ واحد جوهرا وعرضا بالنظر إلى وجود واحد وذلك لم يلزم من حصول ماهية الجوهر في الذهن بل غاية ما لزم ان مفهوم العرض قد عرض لماهية الجوهر كما عرض لسائر المقولات وافرادها في الذهن والخارج جميعا. ويرد عليه (2) أولا ان العرضية ليست الا نحو وجود الاعراض لان
(٣٠٩)