يستبين عليك كيفيته في مباحث التلازم بينهما ولتشابه الصور في الجسم البسيط ظن فيه صوره واحده مستمرة لا على وجه التجدد وليست كذلك بل هي واحد بالحد والمعنى لا بالعدد الشخصي لأنها متجددة متعاقبة (1) في كل آن على نعت الاتصال لا بان يكون أمور متباينة متفاصلة ليلزم ما يلزم على أصحاب الجزء فصل في اثبات الطبيعة لكل متحرك وانها هي المبدء القريب لكل حركه سواء كانت حركه طبيعية أو قسرية أو إرادية أما إذا كانت الأولى فظاهر ان فاعلها الطبيعة وأما إذا كانت قسرية فلان القاسر العلة المعدة والمعد علة بالعرض ولذلك يزول القسر وحركه غير منقطعة بعد وأيضا لا بد من انتهاء القواسر إلى الطبيعة أو الإرادة وأما إذا كانت إرادية فان النفس انما تحرك الجسم باستخدام الطبيعة وكثير من أولى البحث (2) و ان زعموا ان النفس هي الفاعلة القريبة للحركات المنسوبة إلى الإرادة لكن التحقيق ان المبدء القريب لها بعد تحقق التخيل والإرادة والشوق هو القوة المحركة للعضلة والأوتار والرباطات وتلك القوة هي بعينها طبيعة تلك الأعضاء والآلات جعلت مطيعة إياها لأنها منبعثة عن النفس على الأعضاء لتدبير البدن بواسطتها ونحن نتيقن بالوجدان فضلا عن البرهان ان الامر المميل للجسم والصارف له من مكان إلى مكان أو من حالة إلى حالة لا يكون الا قوه فعليه قائمه به وهي المسماة بالطبيعة فالمبدء القريب للحركة الجسمية قوه جوهرية قائمه بالجسم إذ الاعراض كلها
(٦٤)