الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٢
الثاني وهو الامر الوجودي في الخارج وهو كون الجسم متوسطا بين المبدء والمنتهى بحيث كل حد فرض في الوسط لا يكون قبله ولا بعده فيه وهو حالة موجودة مستمرة ما دام كون الشئ متحركا وليس في هذه الحالة تغير أصلا بل قد يتغير بحدود المسافة بالعرض لكن ليس المتحرك متحركا لأنه في حد معين من الوسط والا لم يكن متحركا عند خروجه منه بل لأنه متوسط على الصفة المذكورة وتلك الحالة ثابته في جميع حدود (1) ذلك الوسط وهذه الصفة توحد في المتحرك وهو في آن لأنه يصح ان يقال له في كل يفرض في حد متوسط لا يكون قبله ولا بعده فيه.
والذي يقال من أن كل حركه ففي زمان فاما ان يعنى بالحركة الامر المتصل فهو في الزمان ووجودها فيه على سبيل وجود الأمور ماضي وإن كان يباينها بوجه فان الأمور الموجود في الماضي قد كان لها وجود في آن من الماضي كان حاضرا فيه ولا كذلك هذا وان عنى به المعنى الثاني فكونه في الزمان لا على معنى انه يلزم مطابقه الزمان بل على معنى انه لا يخلو من حصول قطع وذلك القطع مطابق للزمان فلا يخلو من حدوث زمان ولأنه ثابت في كل آن من ذلك الزمان فيكون ثابتا في هذا الزمان بواسطته هذا كلامه.
وفيه موضع أبحاث نقضا واحكاما.
الأول انا نقول لكل ماهية نحو خاص من الوجود وكونها في الأعيان عبارة عن صدقها على امر وتحقق حدها فيه كما ذكره (2) الشيخ في باب المضاف

(١) فرض الحدود كتوصيفه بكونه بين المبدء والمنتهى مجرد توصيف لتحصيل الإشارة إلى خصوصية حال حركه والا ففرض الحدود والتوسط يصحح الانقسام والانقسام من أوصاف حركه القطعية دون التوسطية ط مد (٢) أقول الموجود قسمان أحدهما ما هو الموجود نفسه وثانيهما الموجود بوجود منشأ انتزاعه ومن قبيل الثاني وجود الإضافة وكذا وجود حركه بمعنى القطع ولو كانت الإضافة نفسها موجودة لتسلسلت إذ لو كانت موجودة لم تكن الا عرضا كالبياض فكان له اضافه الحالية في المحل ثم ننقل الكلام إلى الحالية والفرض انها موجودة وهكذا وليست اعتبارية حتى ينقطع بانقطاع الاعتبار س ره.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست