التفاوت في الوجود بوجه أشمل وأعم من أصل الوجود ومن عارضه ومعروضه (1) والحاصل ان ملاك التقدم أي الامر الذي فيه التفاوت بينهما إذا اختلف كان أنحاء التقدم بسببه مختلفة لان التقدم والتأخر من الأمور النسبية الانتزاعية واختلافها تابع لاختلاف ما أسندت إليه.
الرابع ان ارجاعه التقدم بالشرف إلى التجوز أو الاشتراك غير صحيح لما علمت أن ملاك التقدم بسبب امر فيه تفاوت ومناط تخالف اقسام التقدم باختلاف ما يقع فيه التفاوت وهما موجودان في هذا القسم لان ما به الفضل هاهنا امر فيه تفاوت بالكمال والنقص كالبياض والعلم والرئاسة والرذيلة والخير والشر ونظائرها مما يقبل الزيادة والنقصان فالأشد بياضا له تقدم على الأضعف بياضا في كونه ابيض والأكثر رذيلة له تقدم على الأقل رذيلة في باب الرذيلة وملاك هذا التقدم والتأخر شئ غير الوجود والوجوب والزمان والمكان والترتيب فعدهما قسما آخر من التقدم والتأخر في غاية الاستحسان فصل في دعوى ان اطلاق التقدم على أقسامه بالتشكيك والتفاوت واعلم أن اثبات مطلق التشكيك في معنى التقدم والتأخر بالقياس إلى أقسامهما مطلقا امر ضروري معلوم واما ان ذلك يوجد في كل قسم بالقياس إلى كل قسم سواء فلا يخلو اثباته من صعوبة ولهذا لم يتعرضوا له وليس أيضا من المهمات