اسم الظن كما قاله المفسرون في قوله تعالى يظنون أنهم ملاقوا ربهم ولهم في ذلك وجهان أحدهما التنبيه على أن علم أكثر الناس ما داموا في الدنيا بالإضافة إلى علوم من في الآخرة كالظن في جنب العلم الثاني ان العلم الحقيقي في الدنيا لا يكاد يحصل الا للنبيين والصديقين الذين ذكرهم الله في قوله الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا ومنها علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين فالأول التصديق بالأمور النظرية الكلية مستفادا من البرهان كالعلم بوجود الشمس للأعمى وثانيها مشاهدتها بالبصيرة الباطنة كمشاهدة عين الشمس بهذا البصر والثالث صيرورة النفس متحدة بالمفارق العقلي الذي هو كل المعقولات ولا يوجد له مثال في عالم الحس لعدم امكان الاتحاد بين شيئين في الجسمانيات ومنها البداهة وهي المعرفة الحاصلة للنفس في أول الفطرة من المعارف العامية التي يشترك في ادراكها جميع الناس ومنها الأوليات وهي البديهيات بعينها الا انها كما لا يحتاج إلى وسط لا يحتاج إلى شئ آخر كاحساس أو تجربة أو شهادة أو تواتر أو غير ذلك سوى تصور الطرفين والنسبة ومنها الخيال وهو عبارة عن الصورة الباقية في النفس بعد غيبوبة المحسوس سواء كانت في المنام أو في اليقظة وعندنا ان تلك الصور ليست موجودة في هذا العالم ولا منطبعة في قوه من قوى البدن كما اشتهر من الفلاسفة انها مرتسمة في مؤخر التجويف الأول من الدماغ وليست أيضا منفصله عن النفس موجودة في عالم المثال المطلق كما رآه الاشراقيون بل هي موجودة في عالم النفس الانسانية مقيده متصلة بها قائمه بإقامتها محفوظه ما دامت تحفظها فإذا ذهلت عنها غابت ثم إذا استرجعتها وجدت متمثلة بين يديها والقوة الخيالية المدركة لها أيضا جوهر مجرد عن هذا العالم وأجسامه وأعراضه وهي من بعض درجات النفس متوسطة بين درجه الحس ودرجه العقل فان النفس مع أنها بسيطه الجوهر فإنها ذات نشئات ومقامات بعضها أعلى من بعض وهي بحسب كل منها في عالم آخر.
ومنها الروية وهي ما كان من المعرفة بعد فكر كثير وهي من روى.
ومنها الكياسة وهي تمكن النفس من استنباط ما هو أنفع للشخص ولهذا