والمعقول في سائر كتبه لكن قد قرر هذا المطلب في كتابه الموسوم بالمبدء والمعاد وأقام الحجة عليه في الفصل المترجم بان واجب الوجود معقول الذات وعقل الذات ولست ادرى هل كان ذلك على سبيل الحكاية لمذهبهم لأجل غرض من الاغراض أو كان اعتقاديا له لاستبصار وقع له من إضائة نور الحق من أفق الملكوت والذي ذكره المحقق الطوسي في شرح الإشارات اعتذارا عن ايراد الشيخ هذا المذهب هناك وقد سماه هذا الشارح حين شرحه لهذا المقام مذهبا فاسدا انه قد صنف هذا الكتاب تقريرا لمذهب المشائين من أصحاب المعلم الأول في المبدأ والمعاد حسب ما اشترطه في صدر تصنيفه ذلك فعلى ما ذكره يعلم أن تحقيق هذا المطلب الشريف كان وقفا على الأوائل لم يتوارثه أحد من علماء النظار أولى البحث والاعتبار لولا أن من الله به على بعض الفقراء المساكين وشرح صدره بقوة العزيز الحكيم فصل في قول المتقدمين ان النفس انما تعقل باتحادها بالعقل الفعال (1) ان المشهور في كتب القوم من حكماء الدورة الاسلامية ان هذا المذهب أيضا كالمذهب الأول باطل فإنه أيضا قريب المأخذ من الأول فذكروا في بطلانه ان العقل الفعال اما ان يكون شيئا واحدا بعيدا عن التكثر أو يكون ذا اجزاء وابعاض والأول يوجب ان يكون المتحد به لأجل تعقل واحد عقل جميع المعقولات لان المتحد بالعاقل ولجميع المعقولات لا بد وان يعقل كل ما يعقله وإن كان يتحد
(٣٣٥)