بحث وتحصيل ولعلك تقول إيرادا على ما ذكرناه من أن الفاعل القريب لكل حركه وكل فعل جسماني هو الطبيعة لا غير أنه لو استحالت الطبيعة محركه للأعضاء خلاف ما يوجبه ذاتها طاعة للنفس فوجب ان لا يحدث إعياء عند تكليف النفس إياها خلاف مقتضاها ولما تجاذب مقتضى النفس ومقتضى الطبيعة عند الرعشة والمرض فاعلم وتيقن ان الطبيعة التي هي قوه من قوى النفس التي تفعل بتوسطها بعض الأفاعيل هي غير الطبيعة الموجودة في عناصر البدن و أعضائه بالعدد (1) فان تسخير النفس واستخدامها للأولى ذاتي لأنها قوه منبعثة عن ذاتها وللأخرى عرضي قسري وانما يقع الاعياء والرعشة ونحوهما بسبب تعصى الثانية عن طاعة النفس أحيانا فلها في البدن طبيعتان مقهورتان (2) إحداهما طوعا
(٩٨)