الجزئي وعدمها (1) فبالحقيقة الادراك ثلاثة أنواع كما أن العوالم ثلاثة (2) و الوهم كأنه عقل ساقط عن مرتبته وكل ادراك يحصل به نزع (3) لحقائق الأشياء وأرواحها عن قوالب الأجسام وهياكل المواد فالصورة المحسوسة منتزعة عن المادة نزعا ناقصا مشروطا بحضور المادة والصورة الخيالية منتزعة نزعا متوسطا و لهذا تكون في عالم بين العالمين عالم المحسوسات وعالم المعقولات والصورة العقلية منتزعة نزعا تاما هذا إذا كانت الصور مأخوذة عن المواد واما ما كان بذاته عقلا فلا يحتاج في تعقله إلى تجريد من هذه التجريدات وهذه المعاني هي التي من شان النفس ان تصير بها عالما عقليا مترتبا فيها ترتبا عقليا اخذا من المبدأ الأول إلى العقول التي هي الملائكة المقربون إلى الأنفس التي هي الملائكة بعد الأولى إلى السماوات والعناصر وهياه الكل وطبيعته فيكون عالما عقليا مشرقا بنور العقل الأول وكذا ما كان بذاته صوره خيالية فلا يحتاج النفس في تخيله إلى تجريد وهي الصورة التي إذا اتصلت النفس بها تصير عالما جنانيا وملكا كبيرا عريضا
(٣٦٢)