في كتاب الشفاء ولكن هذا العدم يصح ان يعطى رسما من الوجود لان الذي هو عدم بالاطلاق ليس بموجود أصلا والجسم الذي ليس فيه حركه وهو بالقوة متحرك فلا محاله له وصف زائد يتميز به عن غيره ولو لم يكن زائدا لما فارقه إذا تحرك فاذن هذا الوصف للجسم لمعنى ما فيه فلا محاله له فاعل وقابل وليس كعدم لا حاجه في الاتصاف به إلى شئ كعدم القرنين في الانسان مما لا ينسب إلى وجود و قوه بخلاف عدم المشي له فإنه يوجد عند ارتفاع علة المشي وله وجود بنحو من الأنحاء وله علة هي بعينها علة الوجود بالقوة ومن هاهنا يعلم أن علة حركه يتضمن فيها معنى العدم كما مرت الإشارة إليه وهذا العدم المعلول ليس هو الأشياء على الاطلاق بل هو لا شيئية شئ في شئ ما معين بحال ما معينه وهي كونه بالقوة فصل في تحقيق وقوع حركه في كل واحده من هذه المقولات الخمس اما الأين فوجود حركه فيه ظاهر وكذا الوضع فان فيه حركه كحركة الجسم المستدير على نفسه اما الجسم الذي لا يحيط به مكان كالجرم الأقصى الذي لا يحف به خلا ولا ملا إذا استدار على نفسه يكون حركته لا محاله في الوضع (1) إذ لامكان له عندهم واما الذي في مكان فاما ان يباين كليته كليه مكانه أو يلزم كليته كليه المكان ويباين اجزاؤه اجزاء المكان فقد اختلف نسبه اجزائه إلى اجزاء مكانه وكل ما كان كذلك فقد تبدل وضعه في مكانه فهذا الجسم تبدل وضعه بحركته المستديرة لكن المقولة التي فيها حركه لا بد (2) ان يقبل الاشتداد و
(٨٠)