الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٠
من التأخر فلها ضرب آخر من الحدوث وهو الفقر الذاتي (1) أعني كون الشئ متعلق الذات بجاعله وبعبارة أخرى كون الموجود بما هو موجود متقوما بغيره والماهية لا تعلق لها من حيث هي هي بجاعل وليست هي أيضا بما هي هي موجودة فلا حدوث لها بهذا المعنى ولا قدم ولا قديم بهذا المعنى أيضا الا الواجب ولا باس بان يصطلح في القديم والحادث على هذا المعنى وان لم يشتهر من القوم فصل في أن الحدوث الزماني هل هو كيفية زائدة على وجود الحادث (2) قال بعض الفضلاء ليس حدوث الحادث هو وجوده الحاصل في الحال والا لكان كل موجود حادثا ولا العدم السابق من حيث هو عدم والا لكان كل عدم حدوثا بل الحدوث مسبوقية الشئ بالعدم وهي كيفية زائدة على وجوده وعدمه. (3) ثم قال فان قيل تلك الكيفية أهي حادثه أم لا فان كانت حادثه فحدوثها زائد عليها فيتسلسل وان لم تكن حادثه وجب ان يكون حدوث الحادث قديما هذا محال فنقول كما أن الوجود موجود بذاته فالحدوث حادث بذاته.
أقول أول كلام هذا الفاضل يناقض آخره فان الحدوث إذا كان كيفية زائدة على وجود الحادث وعدمه لكانت تلك الكيفية ماهية مندرجة تحت مقولة الكيف

(1) فيه إشارة إلى أن الحدوث يتنوع بتنوع اقسام التقدم والتأخر وهو كذلك كما أومأنا إليه في صدر البحث ط مد (2) كونه مؤخر كيفية زائدة عينيه قول سخيف غاية السخافة كما أشار إليه المصنف قدس سره والمحققون على أنه من المعقولات الثانية التي اتصاف المعروضات بها في العين لكن عروضها لها في العقل وبعبارة أخرى وجودها الرابط في العين ولا وجود نفسي لها فيه بل هذا قريب من المتفق عليه حتى أنه حال عند مثبتي الحال فعروضه للوجودات الحادثة عروض بحسب المفهوم لا عروض بحسب الوجود س ره (3) في الكبرى مغلطة فان المسبوقية اضافه لا كيف س ره.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست