فإذا عرفت هذا فنقول الجسم إذا كان في مكان وهو ممكن الحصول في مكان آخر ففيه امكانان أحدهما الحصول في ذلك المكان والثاني امكان التوجه إليه وقد سبق ان كل ما يكون ممكن الحصول فان حصوله يكون كمالا له فاذن التوجه إلى ذلك المطلوب كمال لكن التوجه إلى المطلوب متقدم لا محاله على حصول المطلوب والا لم يكن الوصول إليه على التدريج وكلامنا فيه فاذن التوجه كمال أول للشئ الذي (1) بالقوة لكن لا من كل وجه فان حركه لا تكون كمالا في جسميته (2) وانما هي كمال له من الجهة التي هو باعتبارها كان بالقوة فاذن حركه كمال أول لما بالقوة من جهة ما هو بالقوة وهذا الرسم للفيلسوف الأعظم أرسطاطاليس واما أفلاطون الإلهي فإنه رسمها بأنها خروج عن المساواة أي كون الشئ بحيث لا يكون حاله في آن مساويا لحاله قبل ذلك الان وبعده واما فيثاغورس فإنه نقل عنه في تعريف حركه انها عبارة عن الغيرية (3) وهذا قريب مما ذكره أفلاطون إذ
(٢٤)