الواحد مشتملا بوحدته على ماهيات ومعان كثيره قد يوجد في موطن آخر بوجودات متعددة كثيره كالسواد الشديد إذا قيل إنه هو السوادات الضعيفة بالقوة ليس المراد انه يمكن ان ينقسم إليها أو يستعد لان يقبل تلك الأمور وينفعل عنها بل هناك وجود صرف بلا عدم وفعلية محضه بلا قوه كما قررناه وكذا المراد بالفعل هاهنا ليس ما يقابل القوة بالمعنى المصحوب للعدم بل المراد الايجاد للشئ الجسماني المتخصص بالصفات المادية وباقي ألفاظه واضحه لا يحتاج إلى الشرح بعد ما تقدم من الأصول المذكورة فصل في تزييف ما ذكره بعض المتأخرين في معنى العلم قال العلم والشعور حالة إضافية وهي لا توجد الا عند وجود المضافين فإن كان المعقول هو ذات العاقل استحال من ذلك العاقل ان لا يعقل ذلك المعقول عند وجوده فلا جرم لا حاجه إلى ارتسام صوره أخرى منه فيه بل يحصل لذاته من حيث هو عاقل اضافه (1) إلى ذاته من حيث هو معقول وتلك الإضافة هي التعقل واما
(٣٤٤)