صالح (1)، مضافا إلى دعوى الاجماعات المستفيضة، فلا إشكال من حيث الحكم.
إنما الاشكال في اتحاد السورتين موضوعا، وكذا الكلام في وجوب الفصل بينهما بالبسملة. ولكن بعض الأخبار شاهد على الاتحاد الموضوعي، مضافا إلى أن مناسبة المعنى يقتضي الاتحاد أيضا.
نعم في وجود الفصل بينهما بالبسملة إشكال، وربما حكي عن بعض الأعلام عدم الفصل ولكن ذكرها في المصاحف ربما يدل على وجود البسملة.
وعلى كل حال الأحوط ترك قراءة السورتين في الصلاة من جهة الاختلاف في وجوب الفصل بالبسملة وعلى تقدير قراءتهما الأحوط قراءة البسملة بقصد القربة المطلقة.
الأمر الثاني: في مسائل العدول عن سورة إلى أخرى، وقبل بيان ذلك ينبغي بيان ما هو الأصل في المسألة حتى يكون عليه المعول عند الشك. اعمل أن التخيير في قراءة أي سورة من سور القرآن ما عدا العزائم إما أن يكون من قبيل التخيير الشرعي وإما أن يكون من قبيل التخير العقلي.
فإن كان من قبيل التخيير الشرعي فجواز العدول وعدم جوازه يدور مدار كون التخيير ابتدائيا أو استمراريا، بمعنى أنه لو اختار أحد فردي التخيير الشرعي فله العدول عن ذلك الفرد ورفع اليد عنه في الأثناء إلى فرد آخر أوليس له ذلك بل يتعين عليه بمحض الشرع في أحد الفردين ما لم يعرض ما يبطله وتعين ذلك الفرد عليه يتوقف على أمرين: (الأول): عدم كون الاعراض عن الشئ مبطلا.
(الثاني): كون الامتثال في التدريجيات تدريجيا لا دفعيا، أو ولو كان دفعيا إلا أن اقتضاء الخطاب للباعثية والمحركية يبطل بالنسبة إلى ما فعله من الأجزاء