الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٥٠
ورابعا: لقد روي بسند صحيح - كما يقول الأميني - عن علي: أنه سمع رجلا يستغفر لأبويه، وهما مشركان؟ فذكر علي " عليه السلام " ذلك للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فنزلت الآية المذكورة (1).
وفي أخرى: ان المسلمين قالوا: ألا نستغفر لآبائنا؟ فنزلت (2).
وفي رواية: انها نزلت حينما استأذن " صلى الله عليه وآله وسلم " الله في الاستغفار لامه فلم يأذن له، ونزلت الآية، فسأله أن يزور قبرها، فاذن له (3).
وإن كنا نعتقد: أن الرواية الأخيرة بعيدة عن الصحة لاعتقادنا بأن أم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كانت مؤمنة موحدة، كما أسلفناه في بحث ايمان آبائه " صلى الله عليه وآله وسلم ". ولكنها على أي حال مناقضة لما تقدم فلعل الرواة طبقوها على هذا المورد، اجتهادا عمديا أو سهويا منهم، والصحيح هو النص المتقدم عن علي " عليه السلام ". وإلا

(١) الغدير ج ٨ ص ١٢، وغيره عن: الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي، والنسائي، وابن يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الايمان، والضياء في المختارة، والاتقان، وأسباب النزول، وتفسير ابن كثير، والكشاف، وأعيان الشيعة، وأسنى المطالب ص ١٨، لدحلان وأبو طالب مؤمن قريش، وشيخ الأبطح ومسند أحمد ج ١ ص ١٣٠ / ١٣١.
(٢) مجمع البيان ج ٥ ص ٧٦ عن الحسن، وتفسير ابن كثير ج ٢ ص ٣٩٣، وأبو طالب مؤمن قريش ص ٣٤٨، عنهما وعن الأعيان ج ٣٩ ص ١٥٨ و ١٥٩ عن ابن عباس والحسن، والكشاف ج ٢ ص ٢٤٦.
(٣) تفسير الطبري ج ١١ ص ٣١، والدر المنثور ج ٣ ص ٢٨٣، وارشاد الساري ج ٧ ص ٢٨٢ و ١٥٨ عن مسلم في صحيحه، وتفسير ابن كثير ج ٢ ص ٣٩٤ وأحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، والبيهقي، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه والكشاف ج 2 ص 49. وأبو طالب مؤمن قريش ص 349.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست