فلماذا نسي النبي الاستغفار لامه إلى آخر أيام حياته؟ هذا عدا عما تقدم.
وخامسا: إن آية لا تهدي من أحببت، يقال: إنها نزلت يوم أحد، حينما كسرت رباعيته، وشج وجهه " صلى الله عليه وآله وسلم "، فقال:
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، فأنزل الله: إنك لا تهدي من أحببت إلخ (1).
وقيل: إنها نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل، الذي كان الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " يرغب في اسلامه، بل لقد ادعي الاجماع على ذلك (2).
سادسا: إذا كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يحب إيمان أبي طالب فالله يحب ذلك أيضا، لان الرسول لا يحب إلا ما أحب الله.
وقولهم: كان " صلى الله عليه وآله وسلم " يكره إيمان وحشي، ثم آمن، لا يصح؟ لان هذا من نوع التضاد بين الرسول والمرسل، لو لم يتوافقا، وإذا توافقا، فكيف يمكن أن يكره الله ورسوله إيمان أحد (3).
وسابعا: ان قوله تعالى: لا تهدي من أحببت لا يمنع من ايمان أبي طالب، فإن الله قد شاء الهداية لأبي طالب أيضا كما دلت عليه النصوص.
والآية انما تريد تعليم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ": ان محبته لهداية شخص غير كافية. بل لا بد معها من مشيئة الله سبحانه.
وأخيرا، فان عبد المطلب لم يكن كافرا ولا مشركا حسبما قدمنا،