الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٤٧
على علي " عليه السلام "، كما نص عليه البعض (1). ولكننا نشير إلى ما يلي:
أولا: إن آية النهي عن الاستغفار للمشرك قد وردت في سورة التوبة، ولا ريب في كونها من أواخر ما نزل عليه (صلى اله عليه وآله وسلم " في المدينة، بل لقد ادعى البعض أنها آخر ما نزل (2). ولا يعقل أن تكون هذه الآية قد بقيت أكثر من عشر سنوات منفردة، والقرآن ينزل، حتى نزلت سورة التوبة، فأضيفت إليها، لان الآيات التي كانت تلحق بالسور انما تلحق بما نزل سابقا عليها، وكان ذلك في الأكثر في السور الطوال، التي كانت تنزل أجزاء متتابعة دون سائر السور التي كانت تنزل دفعة واحدة.
فكيف بقي " صلى الله عليه وآله وسلم " يستغفر لأبي طالب طيلة هذه المدة، ويترحم عليه؟! مع أن ذلك من أظهر مصاديق المودة للكافر، وقد نهى الله عن مودتهم في آيات كثيرة، نزلت قبل سورة التوبة كما في قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم) (3).
وقوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين) (4).

(١) الغارات للثقفي ج ٢ ص ٥٦٩.
(٢) الغدير ج ٨ ص ١٠ وأبو طالب مؤمن قريش ص ٣٤١ عن: البخاري، والكشاف، والبيضاوي، وتفسير ابن كثير والاتقان، وابن أبي شيبة والنسائي وابن الضرير، وابن المنذر، والنحاس، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
(٣) المجادلة / ٢٢، وقد نزلت قبل التوبة بسبع سور كما في الاتقان ج ١ ص ١١ وفي تفسير ابن كثير ج ٤ ص ٣٢٩، وفتح القدير ج ٥ ص ١٨٦ والغدير ج ٨ ص ١٠ عنهم وعن تفسير الآلوسي ج ٢٨ / 37 وأخرجه ابن أبي حاتم، والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم: أنها نزلت في بدر أو في أحد.
(4) النساء / 144.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست