بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما خيرني الله فقال " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " وسأزيده على السبعين " قال إنه منافق. قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل آية " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره " وكذا رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة حماد بن أسامة به. ثم رواه البخاري عن إبراهيم بن المنذر عن أنس بن عياض عن عبيد الله وهو ابن عمر العمري به. وقال فصلى عليه وصلينا معه وأنزل الله " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا " الآية. وهكذا رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله به وقد روى من حديث عمر بن الخطاب نفسه أيضا بنحو من هذا فقال الإمام أحمد:
حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا وكذا وكذا - يعدد أيامه -؟ قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا أكثرت عليه قال " أخر عني يا عمر إني خيرت فاخترت قد قيل لي " استغفر لهم " الآية. لو أعلم أنى لو زدت على السبعين غفر له لزدت " قال ثم صلى عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه قال فعجبت من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم. قال فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا " الآية. فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل وهكذا رواه الترمذي في التفسير من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري به وقال حسن صحيح ورواه البخاري عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن الزهري به فذكر مثله وقال " أخر عني يا عمر " فلما أكثرت عليه قال " إني خيرت فاخترت ولو أعلم أنى إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها " قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف لم يلبث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره " الآية. فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم. وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر قال:
لما مات عبد الله بن أبي أتى ابنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك إن لم تأته لم نزل نعير بهذا فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قد أدخل في حفرته فقال " أفلا قبل أن تدخلوه؟ " فأخرج من حفرته وتفل عليه من ريقه من قرنه إلى قدمه وألبسه قميصه، ورواه النسائي عن أبي داود الحراني عن يعلى بن عبيد عن عبد الملك وهو ابن أبي سليمان به وقال البخاري حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعد ما أدخل في قبره فأمر به فأخر ووضع على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه والله أعلم.
وقد رواه أيضا في غير موضع مسلم والنسائي من غير وجه عن سفيان بن عيينة به وقال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا مجالد حدثنا عامر حدثنا جابر ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبد الرحمن بن مغراء الدوسي حدثنا مجالد عن الشعبي عن جابر قال لما مات رأس المنافقين - قال يحيى بن سعيد بالمدينة - فأوصى أن يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي أوصى أن يكفن بقميصك - وهذا الكلام في حديث عبد الرحمن بن مغراء قال يحيى في حديثه - فصلى عليه وألبسه قميصه فأنزل الله تعالى " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره " - وزاد عبد الرحمن -: وخلع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه فأعطاه إياه ومشى فصلى عليه وقام على قبره فأتاه جبريل عليه السلام لما ولى قال " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره " وإسناده لا بأس به وما قبله شاهد له.
وقال الإمام أبو جعفر الطبري حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو أحمد حدثنا حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي